فصل: الباب الثامن والعشرون : فيما أوله ياء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


*2* -  الباب الثامن والعشرون فيما أوله ياء

4637- يَا بَعْضِى دَعْ بَعْضاً

قَالَ أبو عبيد‏:‏ قَالَ ابن الكلبي‏:‏ أول من قَالَه زُرَارَةُ بن عُدُسٍ التميمي، وذلك أن ابنته كانت امرأة سًوَيْدْ بن ربيعة، ولها منه تسعة بنين، وأن سُويدا قتل أخاً لعمرو بن هند الملك، وهو صغير، ثم هرب فلم يقْدِر عليه ابن هند، فأرسل إلى زُرَارة فَقَالَ‏:‏

ائْتني بولده من ابنتك، فجاء بهم، فأمر عمرو بن هند بقتلهم، فتعلَّقوا بجدهم زُرَارة، فَقَالَ‏:‏ يابعضى دعْ بعضاً فذهبت مثلاً‏.‏

يضرب في تعاطف ذوي الأَرحام‏.‏

وأراد بقوله ‏"‏يا بعضى‏"‏ أنهم أجزاء ابنته وابنتُهُ جزء منه‏.‏

وأراد بقوله ‏"‏بعضاً‏"‏ نفسه، أي دَعُوا ‏[‏ص 411‏]‏ بعضاً مما أشرف على الهلاَك، يعني أنه معرض لمثل حالهم‏.‏

4638- يَا عَاقِدُ اذْكُرْ حَلاَ

ويروى ‏"‏ياحامل‏"‏ فإذا قلت ‏"‏ياعاقد‏"‏ فقولك حَلاَ يكون نقيضَ العقد، وإذا رويت ‏"‏ياحامل‏"‏ فالحل بمعنى الحُلُول يُقَال‏:‏ حلَّ بالمكان يَحُلُّ حَلاَ وحُلُولاَ وَمَحَلاَ، وأصله في الرجل يشد حمله فيسرف في الاستيثاق حتى يضر ذلك به وبراحلته عند الحلول‏.‏

يضرب مثلاً للنظر في العواقب‏.‏

ومن هذا فعل الطائي الذي نزل به امرؤ القيس بن جُحْر، فهمَّ بأن يغدر به، فأتى الجبل، فَقَالَ‏:‏ ألاَ إن فلاَناً غَدَرَ، فأجابه الصَّدَى بمثل ما قَالَ، فَقَالَ‏:‏ ما أقبحَ تا، ثم قَالَ‏:‏ ألاَ إن فلاَنا وَفَى، فأجابه بمثل ذلك، فَقَالَ‏:‏ ما أحسنَ تا، ثم وفى لامرئ القيس، ولم يغدر به، وفي الحديث مرفوع

‏"‏ما أحْبَبْتَ أن تَسمَعَه أذُناك فاتهِ، وما كَرِهْتَ أنْ تَسْمَعَهُ أُذُنَاكَ فاجْتَنِبْهُ‏"‏

4639- يَا طَبيبُ طِبَّ لنَفْسِكَ

يُقَال‏:‏ ما كُنتَ طَبيباً ولقد طَبَبْتَ تَطِبُّ طِبّاً فأنتَ طَبٌّ وطَبَيب‏.‏

يضرب لمن يَدَّعِى علما لاَ يحسنه‏.‏

وكان حقه أن يقول‏:‏ طِبَّ نَفْسَكَ، أي عالجها، وإنما أدخل اللام على التقدير طب لنفسك داءها، ويجوز أن يُقَال‏:‏ أراد عَلِّمْ هذا النوع من العلم لنفسك إن كنت ذا علم وعقل؛ فعلى هذا تكون اللام في موضعها‏.‏

4640- يَا مَاءُ لَوُ بِغَيرِكَ غَصِصْتُ

يضرب لمن دُهِىَ من حيث ينتظر الخَلاَصَ والمعونة‏.‏

4641- يَا عَبْرَى مُقْبلَةً وَسَهْرَى مُدْبِرَة

قَالَ أبو عبيدة‏:‏ هذا من أمثال النساء، إلاَ أن أبا عبيدة حكاه‏.‏

يضرب للأمر يكره من وجهين‏.‏

وعَبْرَى‏:‏ تأنيث عَبَرَان، وهو الباكي، وكذلك سَهْرِى تأنيث سَهْرَان وهو الأَرِقُ يخاطب امرأة‏.‏

4642- يَاضُلَّ ما تْجْرِى بِهِ العَصَا

قَالَه عمرو بن عَدِيٍّ لما رأي العَصَا وهى فرس جَذِيمة وعليها قصير، والمنادى في قوله ‏"‏يا‏"‏ محذوف، والتقدير‏:‏ يا قوم ضُلَّ، أراد ضَلُلَ بالضم، وهي من أبنية التعجب، كقولهم ‏"‏حبَّ بفلاَن‏"‏ أي حَبُبَ، معناه ما أحَبَّه إليَّ، ثم يجوز أن تخفف العين، ‏[‏ص 412‏]‏ وتنقل الضمة إلى الفاء، فيُقَال حُبَّ، ومنه

قوله‏:‏

‏[‏هَجَرَتْ غَضُوبُ‏]‏ وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ

ويجوز أن تنقل، والضلاَل‏:‏ الهلاَك، يُقَال‏:‏ ضَلَّ اللَّبَنُ في الماء؛ إذا غلبه الماء وأهلكهُ، ومعنى المثل‏:‏ يا قوم ما أضَلَّ - أي ما أهْلَكَ - ما تجرى به العصا، يريد هلاَك جَذِيمة‏.‏

4643- يَا للأَفيكَةِ

هي فعيلة من الإفكِ، وهو الكذب‏.‏

وكذلك‏:‏

4644- يَالَلْبَهيتةِ

وهي البهتان‏.‏

وقولُهم‏:‏

4645- يَا لَلْعَضِيهَةِ

مثلهمَا في المعنى‏.‏

يضرب عند المقالة يُرْمَى صاحبها بالكذب واللام في كلها للتعجب ‏(‏عبارة الجوهري ‏"‏تقول‏:‏ ياللعضيهة‏"‏ - بكسر اللام - وهي للاستغاثة، ولم يذكر القول الآخر‏)‏

وهي مفتوحة، فإذا كَسَرْتَ فهي للاستغاثة‏.‏

4646- يَا مَهْدِيَ المَالِ كُلْ ما أهْدَيْتَ

يضرب للبخيل يجود بماله على نفسه‏.‏

أي إنما تُهْدَى مالَكَ إلى نفسك؛ فلاَ تَمُنَّ على الناس بذلك‏.‏

4647- يَا جُنْدُبُ ما يُصِرُّكَ‏؟‏ - أي مَا يَحْمِلك على الصَّرير - قَالَ‏:‏ أصُرُّ مِنْ حَرِّ غَدٍ

يضرب لمن يخاف مالم يقع بعدُ فيه

4648- يُهَيِّحُ لِيَ السَّقام شَوَلاَنُ البَرُوقِ في كُلِّ عَامٍ

البَرُوق‏:‏ الناقةُ تَشُولُ بذنبها فيظُنُّ بها لقح وليس بها

يضرب في الأمر يريده الرجل ولاَ يناله، ولكن يناله غيره

4649- يَسَارُ الكَوَاعِبِ

كان من حديثه أنه كان عبداً أسْوَدَ يرعى لأهله إبلاَ، وكان معه عبد يراعيه، وكان لمولى يَسَار بنتٌ فمرت يوماً بإبله وهي ترتع في رَوْض مُعْشب، فجاء يسار بعُلبة لبنٍ فسقاها، وكان أفْحَجَ الرجلين، فنظرت إلى فَحَجِهِ فَتَبَسَّمت ثم شربت، وَجَزَتْه خيرا، فانطلق فَرِحاً حتى أتى العبد الراعي وقص عليه القصة، وذكر له فَرَحَها وتبسمها، فَقَالَ له صاحبه‏:‏ يا يسار كل من لحم الحِوَار، واشرب من لبن العِشَار، وإياك وبنات الأحرار، فَقَالَ‏:‏ دحِكَتْ إلى دحكة لاَ أخيبها، يقول‏:‏ ضحكت ضحكة، ثم قام إلى عُلْبَة فملأَها وأتى بها ابنَةَ مولاَها، فنبهها، ‏[‏ص 413‏]‏

فشربت ثم اضطجعت، وجلس العبد حِذاءها، فَقَالَت‏:‏ ما جاء بك‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ ماخفى عليك ما جاء بي، فَقَالَت‏:‏ وأي شيء هو‏؟‏ قَالَ‏:‏ دحكك الذي دَحِكْتِ إلي، فَقَالَت‏:‏ حياك الله، وقامت إلى سَفَطٍ لها فأخرجت منه بَخُورا ودُهْنا، وتعمدت إلى مُوسى، ودعت مِجْمَرَة وقَالَت له‏:‏ إن ريحك رِيحُ الإبل، وهذا دهن طيب، فوضعت البخور تحتهُ وطأطأت كأنها تصلح البخور، وأخذت مَذَاكيره وقطعتها بالموسى، ثم شمته الدهن فسلتت أنفه وأُذُنيه، وتَرَكتهُ، فَصَارَ مثلاً لكل جانٍ على نفسه ومُتَعَدٍّ طَوْرَه، قَالَ الفرزدق لجرير‏:‏

وإنِّي لأخْشَى إنْ خَطَبْتَ إليهمُ * عَلَيْكَ الَّذي لاَقَى يَسَارُ الكَوَاعِبِ

ويُقَال أيضاً ‏"‏يسار النساء‏"‏ وكان من العبيد الشعراء، وله ابن شاعر يُقَال له‏:‏ إسماعيل بن يَسَار النساء، وكان مفلقا

4650- يَحْمِلُ شَنٌّ وَيَفَدَّى لُكَيْزٌ

قَالَ المفضل‏:‏ هما ابنا أفصَى بن عبد القَيْس، وكانا مع أمهما في سفر، وهي ليلى بنت قُرَّانَ بن بَلِّىٍ حتى نزلت ذا طُوىً، فلما أرادت الرحيلَ فَدَّتْ لُكَيْزاً ودعت شنا ليحملها، فحملها وهو غضبان، حتى إذا كانوا في الثنية رَمَى بها عن بعيرها فماتت، فَقَالَ‏:‏ يَحْمِلُ شن ويفدى لكيز، فأرسلها مثلاً ‏(‏يضرب للرجلين يهان أحدهما ويكرم الآخر، ويضرب أيضاً في وضع الشيء في موضعه‏)‏

ثم قَالَ‏:‏ عَلَيْكَ بجعرات أمِّكَ يا لُكَيز، فأرسلها مثلاً

ومثلُ هذا قولُ الشاعر‏:‏ ‏(‏هو من شواهد سيبويه 1/161 واختلف في قائله، والأشهر أنه لضمرة بن جابر الدرامي‏)‏

وإذا تَكُونُ كَرِيهَةٌ أدْعَى لَهَا * وَإذا يُحَاسُ الحَيْسُ يُدْعَى جُنْدبُ

4651- يَاجَهَيزَةُ

قَالَ الخليل‏:‏ جهيزة امرأة رَعْنَاء يضرب مثلاً لكل أحمق وحمقاء

4652- يَاشَنٌّ أثْخِنِى قَاسطاً

أصله أنه لما وقَعَتْ الحربُ بين ربيعة بن نزار عَبَّأتْ شَنٌّ لأولاَد قاسط، فقال رجلٌ يا شَنُّ أثْخِنِي قاسطا، فذهبت مثلاً، فَقَالَت‏:‏ مَحَار سُوء، فذهبت مثلاً

ومعنى ‏"‏أثْخِنْ‏"‏ أوهِنْ، يريد أكثرى قتلهم حتى تُوِهِنِيهِمْ، والمَحَارُ‏:‏ المرجع،

كأنها كرهت قتالهم فَقَالَت‏:‏ مَرْجِع سوء تَرْجِعُنِي إليه، أي الرجوع إلى قتلهم يسوءني

يضرب فيما يُكْرَهُ الخوضُ فيه ‏[‏ص 414‏]‏

4653- يَاعَبْدَ مَنْ لاَعَبْدَ لَهُ

يُقَال ذلك للشباب يكون مع ذوي الأَسنان فيكفيهم الخِدْمةَ

4654- يَعْتَلُّ بالإعْسَارِ وَكَانَ فِي اليَسَارِ مَانِعاً

يضرب للبخيل طبعاً يعتلّ بالعُسْرِ

4655- يَدَاكَ أوْ كَتَا وَفُوكَ نَفَخَ

قَالَ المفضل‏:‏ أصله أن رَجُلاً كان في جزيرة من جزائر البحر، فأراد أن يُعْبُر على زق نفخ فيه فلم يحسن إحكامه، حتى إذا توسّطَ البحرَ خرجت منه الريح فغرق، فلما غَشِيه الموتُ استغاث برجل، فَقَالَ له‏:‏ يدَاكَ أو كَتَا وفُوكَ نفخ

يضرب لمن يجني على نفسه الحَيْنَ

4656- اليَدُ العُليا خَيرٌ مِنَ اليَدِ السُّفلى

هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم يحث على الصدقة

4657- يَعُودُ لِما أبْنِى فَيَهْدِمُهُ حِسْلٌ

يضرب لمن يُفسِدُ ما يصلحه

وحِسْلٌ‏:‏ ابن القائلِ للمثل

4658- يَحْلُبُ بُنَىَّ وَأشَدُّ عَلَى يَدَيْهِ

يضرب لمن يفعل الفعل وينسبه إلى غيره وأصل هذا أن امرأة بَدَوِية احتاجت إلى لبن، ولم يَحْضُرْها مَنْ يحلب لها شاتَهَا أو ناقتها، والنساء لاَ يحلبن بالبادية؛ لأنه عارٌ عندهن، إنما يَحْلب الرجالُ، فدعت بُنَيَّاً لها فأقبضته على الخلفِ، وجعلت هي كَفَّها فوق كفه، فَقَالَت‏:‏ يَحْلُب بُنَيَّ وأشُدُّ على يديه، ويروى ‏"‏وأضبُّ على يديه‏"‏ والضَّبُّ‏:‏ الحلب بأربع أصابع، قَالَ الفرزدق‏:‏

كَمْ عَمَّةٍ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٍ * فَدْعَاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلىَّ عِشَارِي

شغارة تِقَذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِهَا * فَطَّارَةٍ لِقَوَادِمِ الأبْكَارِ

شَغَّارة‏:‏ تَشْغَر ببولها، وتَقِذُ‏:‏ من الوقذ وهو الضرب، وفَطَّارة‏:‏ من الفطر وهو الحلب بالسبابة والوسطى، وقوادم‏:‏ يعنى قوادمَ الضَّرْع، والأبكار‏:‏ هي الأبكَارُ من النوق

4659- يَجْرِى بُلَيْقٌ وَيُذَمُّ

بُلَيْق‏:‏ اسم فرسٍ كان يسبق، ومع ذلك يعاب‏.‏

يضرب في ذم المُحْسِنِ

4660- يَخِبطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ

يضرب للذي يعرض عن الأمر كأنه لم يشعر به، ويضرب للمتهافِتِ في الشيء

4661- يَا إبِلِي عُودِي إلَى مَبْرَكِكِ

ويُقَال ‏"‏إلى مَبَاركك‏"‏ يُقَال لمن نفر من شيء له فيه خير، قَالَ أبو عمرو‏:‏ وذلك ‏[‏ص 415‏]‏ أن رَجُلاً عَقَرَ ناقة فنفرت الإبل، فَقَالَ‏:‏ عودي فإن هذا لك ما عِشْت

يضرب لمن ينفر من شيء لاَ بُدَّ له منه‏.‏

4662- يَوْمٌ بِيَوْمِ الحَفَضِ المُجَوِّرِ

الحَفَضُ‏:‏ الخباء بأسره مع ما فيه من كساء وعَمُود، ويُقَال للبعير الذي يحمل هذه الأمتعة ‏"‏حفَض‏"‏ أيضاً، والمجَوَّر‏:‏ الساقط، يُقَال‏:‏ طعنه فَجَوَّرُهُ‏.‏

يضرب عند الشماتة بالنكبة تصيب

ولما بلغ أهلَ المدينة قتلُ الحسين بن علي رضي الله عنهما صَرَخَتْ نساء بني هاشم عليه فسمع صُرَاخَهَا عمرو بن سعيد بن عمرو بن العاص، فَقَالَ‏:‏ يومٌ بيومِ الحَفَضِ المجور، يعني هذا بيوم عثمان حين قتل، ثم تمثل بقول القائل‏:‏

عَجَّتْ نساء بني زيادٍ عَجَّةً * كَعَجِيجِ نِسْوَتِنَا غَدَاةَ الأرنَبِ

وأصلُ المثل - كما ذكره أبو حاتم في كتاب الإبل - أن رَجُلاً كان له عم قد كبر وشاخ، وكان ابنُ أخيه لاَ يزال يدخل بيتَ عمه ‏(‏في أكثر أصول هذا الكتاب ‏"‏يدخل بيت ابن عمه‏"‏ بزيادة كلمة ‏"‏ابن‏"‏‏)‏

ويطرح متاعَه بعضَه على بعض، فلما كبر أدرك بنو أخ أو بنو أخوات له، فكانوا يفعلون به ماكان يفعله بعمه، فَقَالَ‏:‏

يوم بيوم الحفَضِ المجور، أي هذا بما فعلتُ أنا بعمي، فذهبت مثلاً

4663- يَا شَاةُ أيْنَ تَذْهَبين‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ أجَزُّ مَعَ المَجْزُوزِينَ

يضرب للأحمق ينطلق مع القوم وهو لاَ يدرى ما هم فيه وإلى ما يصير أمرهم

4664- يَشُجُّ وَيَأسُو

يضرب لمن يصيب في التدبير مرة ويخطئ مرة‏.‏

قَالَ الشاعر‏:‏

أنِّي لأكْثِرُ مِما سُمْتَنِى عَجَباً * يَدٌ تشُّج وَأخْرَى مِنْكَ تأسُوني

4665- يَرْبِضُ حَجْرَةً وَيَرْتَعِي وَسَطاً

ويروى ‏"‏يأكل خضرة ويربِضُ حجرة‏"‏ أي يأكل من الروضة ويربِضُ ناحيةً‏.‏

يضرب لمن يساعدك ما دمت في خير، كما قَالَ

مَوَالِنَا إذَا افْتَقَرُوا إلينَا * وَإنْ أَثْرَوا فَلَيْسَ لَنَا مَوَالِي

4666- يَذْهَبُ يَوْمُ الغَيْمِ وَلاَ يُشْعَرُ بِهِ

قَالَ أبو عبيد‏:‏ يضرب للساهي عن حاجته حتى تفوته ‏[‏ص 416‏]‏

4667- يَرْعُدُ وَيَبْرُقُ

يُقَال‏:‏ رَعَدَ الرجل وبَرَقَ، إذا تهدَّد، ويروى ‏"‏يُبْرِقُ ويُرْعِدُ‏"‏ وينشد‏:‏

أبْرِقْ وأرْعِدْ يَايَزِيـ * دُ فما وَعِيدُكَ لي بِضَائِرْ

وأنكر الأَصمعي هذه اللغة

4668- يأتيكَ كُلُّ غَدٍّ بِمَا فيهِ

أي بما قُضيَ فيه من خير أو شر

4669- يَوْمَ النَّازِلينَ بُنَيتْ سُوقُ ثَمَانينَ

يعني بالنازلين نوحاً على نبينا وعليه الصلاَة و السلام ومَنْ معه حين خرجوا من السفينة، وكانوا ثمانين إنسانا مع ولده وكَنَائِنِهِ، وبَنُوا قريةً بالجزيرة يُقَال لها ثمانين بقرب الموصل‏.‏

يضرب لمن قد أسَنَّ ولقي الناس والأَيام، وفيما لم يذكر وقد قدم

4670- اليَوْمُ ظَلَمَ

أي وضع الشيء في غير موضعه‏.‏

قَالَوا‏:‏ يضرب للرجل يؤمر أن يفعل شيئاً قد كان يأباه ثم يذلُّ له‏.‏

قَالَ عطاء بن مصعب‏:‏ يقولون‏:‏ أخبرُك واليومُ ظَلَم، أي ضعفتُ بعد القوة، فاليوم أفعل مالم أكن أفعله قبل اليوم، وأنشد الفراء‏:‏

قُلْتُ لهَا بِينِي فَقَالَتْ لاَجَرَمْ * إنَّ الفِرَاقَ اليَوْمَ وَاليَوْمُ ظَلَمْ

ويروى ‏"‏بلى واليوم ظلم‏"‏ أي حقا‏.‏ قَالَ أبو زيد‏:‏ يقوله الرجل يُقَال له أفعل كذا وكذا، فيقول‏:‏ بلى واليوم ظلم‏.‏

وإنما أضيف الظلم إلى اليوم لأنه يقع فيه، كما يُقَال‏:‏ ليلٌ نائمٌ، ويوم فاجر

4671- يُرِيِكَ يَوْمٌ بِرَأيِهِ

يجوز أن يريد بالرأي المرئى، والباء من صلة المعنى، أي يُظْفِرُكَ بما يريك فيه من تنقل الأَحوال وتغيرها، والمصدرُ يُوضع موضَع المفعولِ، وقَالَ بعضهم‏:‏ يريك كل يوم رأيه، أي كل يوم يظهر لك ما ينبغى أن ترى فيه‏.‏

4672- يُوهِى الأدِيمَ وَلاَ يَرْفَعُ

يضرب لمن يُفسِدُ ولاَ يصلح

4673- يَحُثُّ وَهُوَ الآخِرُ

يضرب لمن يستعجلك وهو أبطأ منك

4674- يَا رُبَّمَا خَانَ النَّصِيحُ المُؤْتَمَنُ

يضرب في ترك الاعتماد على أبناء الزمان

4675- يُخَبِرُ عَنْ مَجْهُولِهِ مَرْآتهُ

مثل قولهم ‏"‏إن الجَوَاد عَينُه فِرَارُهُ‏"‏ ‏[‏ص 417‏]‏

4676- يَدِبُّ لَهُ الضَّرَاءَ وَيَمْشِي لَهُ الخَمْرَ

الضَّرَاء‏:‏ الشجرُ الملتفُّ في الوادي ‏(‏وهو أيضاً‏:‏ أرض مستوية تأويها السباع، وبها نبذ من الشجر‏)‏

َوالخَمَرُ‏:‏ مَا وَرَاكَ من جُرْفٍ أو حَبْل رَمل

يضرب للرجل يَخْتِلُ صاحبه

وقَالَ ابن الأعرابي‏:‏ الضرَاء‏:‏ ما انخفض من الأَرض‏.‏

4677- يَحْسِبُ المَمْطُورُ أنَّ كُلاَ مُطِرَ

يضرب للغني الذي يظن كلَّ الناس في مثل حاله

4678- يَجْمَعُ سَيْرَيْنِ فِي خَرَزَةٍ

يضرب لمن يجمع حاجتين في وجه واحد

4679- يَلقَمُ لَقْمَاً وَيُفَدِّى زَادَهُ

أي يأكل من مَالِ غيره ويحتفظ بماله

4680- يُسِرُّ حَسْواً فِى ارتِغَاءٍ، وَيَرْمِى بأمثالِ القَطا فُؤَادَهُ

الاَرتغاء‏:‏ شرب الرِّغوة

قَالَ أبو زيد والأَصمعي‏:‏ أصلُه الرجلُ يؤْتَى باللَّبنِ؛ فَيَظْهر أنه يريد الرغوة خاصة، ولاَ يريد غيرها، فيشربها، وهو في ذلك ينال من اللبن‏.‏

يضرب لمن يريك أنه يُعنيك، وإنما يجر النَّفْعَ إلى نفسه، قَالَ الكُمَيْتُ‏:‏

فإني قد رأيتُ لكم صُدوداً * وتَحْسَاء بِعِلَّةِ مُرْتَغِينَا

4681- يَمْنَعُ دَرَّهُ وَدَرَّ غَيْرِهِ

يضرب للبخيل يمنع ماله ويأمر غيره بالمنع‏.‏

قَالَ أبو عمرو‏:‏ وذلك أن ناقةً وطئت ولدها فمات، وكان له ظِئر معها فمنعت دَرَّها ودَرَّ غيرها، هذا هو الأَصل‏.‏

4682- يَرْوَى عَلَى الضَّيِحِ المَحْلُوبَ

الضَّيْح‏:‏ اللبن الخائر رُقَّق بالماء يصب عليه‏.‏ وهو أسرع اللبن ريَّا‏.‏

يضرب لمن لاَ يشتفي موعودُهُ بشيء، وذلك أن الرىَّ الحاصل من الضَّيْح لاَ يكون متيناً وإن كان سريعاً‏.‏

4683- يَكْفِكَ نَصِيبُكَ شُحَّ القَوْم

أي إن استغنيت بما في يَدِك كفاك مسألة الناس

4684- اليَوْمَ خَمرٌ، وغَداً أمْرٌ ‏(‏انظر المثل رقم 4709 الآتى‏)‏

أي يشغلنا اليوم خمر، وغدا يشغلنا أمر، يعني أمر الحرب‏.‏

وهذا المثل لامرئ القيس بن حجر الكنديُّ الشاعر، ومعناه اليوم خَفْضٌ ودَعَة وغدا جِدٌّ واجتهاد، وكان أبو امرئ القيس ‏[‏ص 418‏]‏

حُجْرٌ طَرَدَ امرأ القيس للشعر والغزل، وكانت الملوك تأنَفُ من الشعر، فلحق امرؤ القيس بدَمُّون من أرض اليمن، فلم يزل بها حتى قتل أبوه، قتله بنو أسِدَ بن خزيمة، فجاءه الأَعور العجلي فأخبره بقتل أبيه، فَقَالَ امرؤ القيس‏:‏

تَطَاوَلَ اللَّيْلُ عَلَيْنَا دَمُّونْ * دَمُّونُ إنَّا مَعْشَرٌ يَمَانُونْ

وَإننا لِقَوْمِنَا مُحِبُّونْ*

ثم قَالَ‏:‏ ضَيَّعِني صغيراً، وحَمَّلَني دَمَه كبيراً، لاَ صَحْوَ اليوم، ولاَ شُرْبَ غدا، اليوم خَمْرٌ وغَداً أمر، فذهب قوله مثلاً‏.‏

يضرب للدول الجالبة للمحبوب والمكروه‏.‏

ثم شرب سبعة أيام، ثم قَالَ‏:‏

أتَانِي وَأصْحَابِي عَلَى رَأْسِ صَيْلَع * حَدِيثٌ أطَارَ النَّوْمَ عَنَّى وَأنْعَمَا

وَقُلْتُ لِعِجْلِىٍّ بَعَيدٍ مَآبُهُ * تَبَيَّنْ وبَيِّنْ لِى الحَدِيثَ المُعَجَّمَا

فَقَالَ‏:‏ أبَيْتَ اللَّعْنَ عَمْروٌ وَكَاهِلٌ * أبَاحُوا حِمَى حُجْرٍ فأصْبَحَ مُسْلَما

4685- يَا حَبَّذَا الأمارَةُ، ولَوْ على الحِجَارَةِ‏.‏

قَالَ مُصْعَب بن عبد الله بن الزبير‏:‏ إنما قَالَ ذلك عبدُ الله بن خالد بن أسيد حين قَالَ لاَبنه‏:‏ ابن لي دَاراً بمكة، واتَّخِذْ فيها منزلاَ لنفسك، ففعل، فدخل عبدُ الله الدار فإذا فيها منزل قد أجاده وَحَسَّنه بالحجارة المنقوشة، فَقَالَ‏:‏ لمن هذا المنزل‏؟‏ قال‏:‏ المنزل الذي أعطيتني، فقال عبد الله‏:‏ ياحبَّذا الأمارة ولو على الحجارة

4686- يَاحَبَّذا التُّرَاثُ لَوْلاَ الذِّلَّةُ

هذا من كلام بَيْهَس، وقد ذكرته في باب الثاء عند قولهم ‏"‏ثكل أرامها ولداً‏"‏

‏(‏ انظر شرح المثل رقم 771‏)‏

4687- يَأتِيكَ بِالأمر منْ فَصِّهِ

أي يأتيك بالأمر من مَفْصله، مأخوذ من فصوص العظام وهي مَفَاصلها

وأحدها فَصّ، قَالَ عبد الله بن جعفر‏:‏

وَرُبَّ امْرِئ تَزدَرِيهِ العُيُونُ * وَيَأتِيكَ بالأمر منْ فَصِّهِ

يضرب للواقف على الحقائق

4688- يَشُجُّ النَّاسَ قَبَلاَ

أي يعترض الناس شراً

4689- يَدِي مِنْ يَدِهِ

قَالَ اليزيديُّ‏:‏ يُقَال ‏"‏يدي فلاَن من يده‏"‏ إذا ذهبت ويبست

يضرب لمن تَجْنِي عليه نفسُه ‏[‏ص 419‏]‏

4690- يَاحِرْزَا وَأبْتَغِى النّوَافِلاَ

ويروى ‏"‏واحِرْزَا‏"‏ قالوا يريد ‏"‏واحرزاه‏"‏ فحذف، وأصله الخطر

يضرب لمن طمع في الربح حتى فاته رأس المال، هذا قول بعضهم

وقَالَ أبو عبيد‏:‏ يريد أدركتُ ما أردتُ وأطلب الزيادة، قَالَ‏:‏ يضرب في اكتساب المال والحث عليه والحرص عليه

قَالَوا‏:‏ والحرز بمعنى المحرز، كأنه أراد يا قوم أبصروا ما أحْرَزْتُ من مُرَادِي ثم أبتغي الزيادة، وحرزا‏:‏ يريد به حرزي، إلاَ انه فر من الكَسْرة إلى الفتحة لخفتها كقولهم‏:‏ يا غُلاما، في موضع يا غُلامى

4691- يَرْكَبُ الصَّعْبَ مَنْ لاَ ذَلُولَ لَهُ

أي يحملُ المرءُ نفسه على الشدة إذا لم ينل طَلِبته بالهُويْنَا‏.‏

يضرب في القَنَاعة بنَيْلِ بعض الحاجات

4692- يَكْسُو النَّاسَ وَاسْتُهُ عَارِيةٌ

يضرب لمن يُحسن إلى الناس ويُسيء إلى نفسه‏.‏

4693- يَاوَيْلِي رَآنِى رَبِيعةُ

قَالَته امرأة مَرَّ بها رجلٌ فأحَبَّتْ أن يراها ولاَ يعلم أنها تعرَّضَتْ له‏.‏ فلما سمع قولها التفت إليها فأبصرها‏.‏

يضرب للذي يحبُّ أن يُعْلَم مكانه وهو يُرِى أنه يخفى‏.‏

4694- يَا لَيْتَنِي المُحْثَى عَلَيْهِ

قَالَها رجل كان قاعدا إلى امرأة، وأقبل وصيل لها، فلما رأته حَثَتِ الترابَ في وجهه لئلاَ يدنو منها فيطلع جليسُها على أمرها، فَقَالَ الرجل‏:‏ يا ليتني المُحْثَى عليه، فذهبت مثلاً

يضرب عند تَمَنِّى منزلةِ مَنْ يُخْفَى له الكرامة ويُظْهَر له الإبعاد‏.‏

4695- يَا عَمَّاهُ هل كُنْتُ أعْوَرَ قَطٌّ

قَالَها صبي كان لأمه خليل، وكان يختلف إليها، فكان إذا أتاها غمض إحدى عينيه لئلاَ يعرفه الصبيُّ بغير ذلك المكان إذا رآه فرفع الصبي ذلك إلى أبيه، فَقَالَ أبوه‏:‏ هل تعرفه يا بني إذا رأيته‏؟‏ قَالَ‏:‏ نعم، فانطلق به إلى مجلس الحى، فَقَالَ‏:‏ انظر أي من تراه، فتصفَّح وجوه القوم حتى وقع بصره عليه فعرفه بشمائله وأنكره لعينيه، فدنا منه فَقَالَ‏:‏ يا عمَّاه هل كنت أعور قط‏؟‏ فذهبت مثلاً‏.‏

يضرب لمن يستدل على بعض أخلاَقه بهيئته وشَارَتِهِ

4696- يَضْرِبُنِي وَيَصْأي

يُقَال‏:‏ صَأي يصْأي، ويقلب فيُقَال‏:‏ ‏[‏ص 420‏]‏ صاء يَصِئ، وهذا كقولهم ‏"‏تَلْدَغُ العَقْرَبُ وَتَصِئ‏"‏

4697- يَوْمٌ تَوَافَى شَاؤُهُ وَنَعَمُهُ

يضرب عند اجتماع الشَّمْلِ

4698- يَوْمٌ مِنْ حَبِيبٍ قَلِيلٌ

يضرب في استقلاَل الشيء، والاَزدياد منه‏.‏

4699- يَشْتَهِي وَيُجِيعُ

يضرب لمن أراد أن يأخذَ، ويكره أن يُعْطِى‏.‏

4700- يُخبِرُكَ أدْنَى الأَرض عَنْ أقْصَاها

أي إذا كان في أولها خير كان في آخرها مثله‏.‏

4701- يأكلُهُ بِضِرْسٍ وَيَطؤُهُ بِظِلْفٍ

يضرب لمن يَكْفُر ضيعةَ المحسِنِ إليه

4702- يَشُجُّني وَيَبْكي

يضرب لمن يغشك، ويزعم أنه لك ناصح

4703- يَا لَهَا دَعَةً لَوْ أنَّ لَي سَعَةً

أي أنا في دَعَة ولكن ليس لي مال فأتهنَّى بِدِعَتِى‏.‏

4704- يَعِيشُ المَرْءُ بأصَغْرِيهِ

ويروى ‏"‏يستمتع‏"‏ أي أمْلَكُ ما في الإنسان قلبُه ولسانه، قَالَه شُقَّةُ بن ضَمِيرة للمنذر بن ماء السماء حين أحضِرَ مجلسه وازدراه، وقَالَ‏:‏ تَسْمَعُ بالمُعَيْدِىِّ خَيْرٌ مِنَ أن تَرَاهُ‏.‏

‏(‏انظر المثل رقم 655‏)‏